ساوث افريكا !! (2 -3)

[size=18]بقلم/ بول ايزك بطال شوية
imanbata@gmail.com
فى جنوب افريقيا يتم برمجة الانسان ، وادخاله الى وحدة المعالجة المركزية (للكمبيوتر) وبعد داكا الكمبيوتر بيقوم يستلمك ويختك فى (الداتا بيس) حقتو، زيك وزى اى (فايل) اخوكم فى الله قال انو هو (مذيع) الكمبيوتر قال :خلاس يازول مافى مشكلة ، بس ادينى خمس جزء من الثانية ونشوف البيحصل شنو!! وطوالى طلّعوا لى البرنامج بتاعتى ، اقصد البرنامج حقنا كوووولنا لمدة اسبوع ، استلمتا الورقة ، اول حاجة حسب الجدول ، بتاعت اليوم الاول ، العربية الاولى بتاعت (الترحيل ) بتجى الساعة سبعة وخمستاشر دقيقة ، ودى معناتا الساعة ستة وربع بتوقيت جنوب السودان لانو فارق التوقيت بينا وبينهم ساعة ، العربية التانية بتجى بعد خمسة دقايق من العربية الاولى – كأنهم عارفننا بنتغطى ببطانية فى الوكت ده بالذات - الساعة سبعة ونص فطور داخل (الكوم باوند) وبعد الفطور طوااالى يلا بلا لمة ، اى قرد يركب شجرتو ، اقصد مكتبو، وعشان ما نتلخبط - عزيزى القارئ - خلى بالك ، لانو احنا لسع داخل وحدة المعالجة المركزية للكمبيوتر ووفقا لماهو مكتوب فى (البيانات) حقتى ، فأنا مذيع ومحرر اخبار ومقدم برامج وشنوشنو داك ، وعوررورروك ، الكمبيوتر قال : اوكى يعنى انت عامل فيها (منقطا) طيب ده زاااتو ياهو الدايرنو احنا ، الكمبيوتر كتب : الزول ده لازم يقراء لينا نشرة اخبار بالانجليزى !! ياجماعة ده كلام ده ؟ حاولت ان اقنع الكمبيوتر بانو احسن لى نشرة اخبار باللغة الصينية بدل (الوس وس) ده ، المشكلة انو الكميبوتر زول (خواجى) يعنى كلامو واحد ، قال لى بالعربى الفصيح يازول مافى ليك طريقة (انجليزى) بس !! ، فى الوكت داك عادل امام قال : لقد وقعنا فى الفخ!! عزيزى القارئ ، ما طالبنى (الحليفة) لاكين الانجليزى ده اشتغلتا ليك فيهو جنس شغل !! كف نف ، طررراخ ، بووووم ، دش ، كررررو، يس نو ، لاجسليتف اسمبلى ، قافرمنت اوف ساوث سودان ، الناس احتارت ، المصورين ، بتاع المونتاج ، الغرافيك ، بتوعن الميك آب ، المخرج اغمى عليها ، وبعد ما (رشّوها) بالموية اول ما شافتنى ، قام اغمى عليها تانى !! .
من الاشياء اللافتة للانتباه فى جنوب افريقيا خصوصا لناس (قريعتى راحت) ديل ، انو النظافة فى كل مكان ، واستطيع ان اجزم لك عزيزى القارئ باننا فى الحى الذى نقيم فيه (راند بيرغ) انو (الواطة) دى شوفة عين ما شفتها ، فالطريق العام ينقسم الى اجزاء ، فهنالك الشارع المسفلت وهذه لمرور السيارات ، وطريق اخر للمشاة بمحازاة الشارع المسفلت ، ثم نجيلة يتنشر فيها الورود ويتناثر هنا وهناك ، يعنى ما بتشوف حاجة اسمو (تراب) النوافير فى كل مكان ممنوع القاء اعقاب السيجارة على الطريق العام الا فى السلال المخصصة لذلك ، ولو عملتا فيها انو راسك (ناشف) يستطيع عامل (النظافة) مقاضاتك امام المحاكم ، والقاضى بيغرمك ، حتى لوكنت اضخم مسئول !! فالجميع هنا ولاحظ العبارة دى (تحت القانون) نقطة سطر جديد .
في جنوب افريقيا ما بتشوف ليك (حاجة) اسمو بوليس ، وذا حدث ذلك فدي معناتا انو خلاااص (الواطة) جاطت !! يأخي ما لقيت لى بوليس (حركة) هناك شايل ايصالاتو ، و(شغال) قطع في الناس ، لانو مافى حاجة اساسا ، اسمو بوليس حركة بيقيف فى الشارع .
تم تكليفنا لتغطية المؤتمر الصحفى الذى سيعقده السيد مورغن شنغاراى ، زعيم المعارضة الزيمبابوية وقتها ، حول الانتخابات فى مواجهة الرئيس موغابى ، وبما اننا كنا متأخرين فلقد حاول (كريس) وهو ايضا مصّور من (اولاد البلد) ان يسرع بالسيارة حتى نصل جوهنسبيرع فى الوقت المحدد !!وبينما نحن نسيربسرعة فائقة ، اخوكم فى الله سمع صوت بيقول : كوعوك، كوعوك، يعنى زى صوت (قعونجة) لاكين عااالى شديد ، لم يضغط كريس على الفرملة ، بل ضغط على دواسة البنزين ، وانطلقت السيارة كألصاروخ هذه المرة ، لم يمضى ثانيتين حتى وجدنا انفسنا محاطين بدراجات نارية من كل جانب اشاروا لنا بالتوقف ، ترجل عملاق من دراجته النارية وخطى نحونا بخطوات ثابتة ، وما طالبنى الحليفة انو اقول ليك صوت (كرعينو) ده كنت اسمع وقعها على الاسفلت ، وللامانة زول زى ده قبل كده ما لاقانى !! يأخى ده براهو ممكن يقبض ليك (خمستاشر) (حرامى) ويربطهم ويقفلهم فى الحراسة بتاعت (مونكى )!! مش زى حقتننا هنا ، تشوفو التقول (قناية) لابس (بورييه) ، نرجع لموضوعنا ، وجدتُ كريس وهو (الخواجى) يجثو، آآآآي والله يجثوعديييل كده على ركبتيه لهذا الزنجى (الاسود) القادم من (كوازولو ناتال) الله اكبر ، ولله الحمد !! اتارى الزول ده بوليس حركة ، كانت الكاميرات الموضوعة على الطرق السريعة قد رصدت تجاوزنا للسرعة المسموح بها ، ثم قامت هذه الكاميرات بنقل هذه (المعلومات) لغرفة (الكنترول) والتحكم ، على ضوئها تحركت هذه الدراجات صوبنا الامر الذى جعل اخوكم يسمع صوت (القعونجة) المذكور ، ولولا ان هذا الرجل كان يعرف شيئاً عن الدكتور (جون قرنق) زايدن انو كريس كضب ليهو وقال الناس ديل (مستثمرين) و(مسكنة وتحنيس) كان خلاس حقنا راح !! اذا اردت ان تتذكر جنوب السودان ، وتشوف ناس زى جنوبيين ، بل وترى (التراب) بأم عينيك والاغنام والعربة التى يجرّها الحصان فأذهب الى (سويتو) الذى يبعد عن جوهنسبيرغ مئة ميل يعنى المسافة بين جوبا وياي او اكتر، ومدينة سويتو يسكن بها حوالى ثمانية مليون نسمة فى الوكت داك ، وده بيساوى عدد سكان جنوب السودان وفقا لاخر احصاء ، فى حى (اورلاندو ويست) يوجد منزل المناضل الافريقي الخالد نيلسون مانديلا المشهور بماديبا ، نوافذ المنزل مفتوحة ويمكنك ان ترى خلفها الستائر التى يداعبها النسيم ، الكراسى داخل الفناء كما هى يتوسطها طربيزة صغيرة كل شئ هنا يوحى بان (ماديبا) ربما خرج الى الدكان القريب او ذهب لزيارة احد الاصدقاء ، يقول دليلنا ان هذا المنزل ظل هكذا منذ ان تركها مانديلا قبل ان يعتقل ، وتحولت الان الى متحف يزورها الناس من كل فج عميق ، خارج المنزل يعرض الباعة اكسسواراتهم ، هنالك العديد من المنحوتات الخشبية والحجرية التى صاغها الفن النابع من اعماق انسان جنوب افريقيا الفنان ، ربما مر الى جوارك صبى يطلب اليك ان تستمع الى مقطع يغنيها لك مقابل بضعة (رندات) او هذه المجموعة التى تغنى وترقص امامك بازيائها المزركشة الجميلة ، فمن هنا ينبع الايقاع الفريقى الصاخب !! اتركك انت هنا لتستمتع بها بينما سأذهب انا الى اشهر متاحف جنوب افريقيا (الابرتايد ميسيوم) داخل هذا المتحف يقف التاريخ حزينا ليروى لك عن ابشع جريمة عانى منها مواطنوا هذا البلد الرائع ، خليكم واقفين هنا و.....القاكم .[/size]